لم يكن من الاهمية مع من يتظاهر المواطن ، سواء مع الاطار أم مع التيار أم مع القوى التشرينية ، فما يهم المواطن هو الخروج الى العلن للاحتجاج على الواقع المتردي الذي يفتقر الى الخدمات وانتشار الفساد بشكل لم يسبق له مثيل لا في العراق ولا في دول الجوار ، فخلال عقدين من حكم الاحزاب الاسلاموية المتخلفة انحدر العراق الى قاع التخلف والفقر والمرض وانتشرت البطالة بين الشباب وافتقد المواطن الرعاية الصحية والتعليم الجيد ، حتى شاع تزوير الشهادات العليا والدنيا ، وأصبح المسؤولون يشغلون المناصب العليا وهم يحملون شهادات غير موثوق بها ما انعكس على كفاءة الاجهزة الادارية والتنفيذية، فهبط مستواها وانتشرت بها الرشوة ، فأمسى المواطن أسير الفقر والجهل والمرض .
قد لا تأتي هذه الاحتجاجات أكلها بسرعة البرق ، ولكنها ستدرب الجماهير الفقيرة الكادحة على تنظيم نضالها وتطويره شيئا فشيئا حتى تنضج الظروف الموضوعية فتضرب ضربتها لتسحق رؤوس مصاصي دماء الكادحين ، ولا شك سيكون عقاب الفاسدين والسراق عسيرا ولن يكون المصير الذي ينتظرهم بافضل من مصير من سبقوهم من الطغاة امثال نوري السعيد وصدام ومن لف لفهم . وان غدا لناظره قريب .
رابط مقال سابق : اخرجوا من الخضراء وعودوا الى بيوتكم
https://akhbaar.org/home/2019/11/264599.html