الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
اعــلان: مقاعد الكوتا المسيحية تُعرض في المزاد!
بقلم : وردا البيلاتي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

مرة أخرى، تتحول مقاعد الكوتا الخمسة المخصصة للمسيحيين في البرلمان العراقي إلى ساحة صراع لا بين الأحزاب المسيحية (الكلدو- آشورية - السريانية)، بل بين قوى الإسلام السياسي، الأحزاب القومية الكردية، والعربية، وأحزاب أخرى تسمي نفسها يسارية أو ديمقراطية!

جميع هؤلاء، وقد حصلوا على "حصتهم من الكعكة"، يتهافتون اليوم على المقاعد القليلة التي تمثل المكوّن المسيحي المهمّش والمنكوب.

الدستور لم يضمن للأقليات يوماً انتخابيًا خاصًا بها، ولم يوفر آلية حقيقية لتمكينهم من اختيار ممثليهم بحرية وكرامة، دون تدخل سطوة المال والنفوذ والميليشيات.

لماذا تُسرق مقاعد المسيحيين؟

ما الفائدة من "الكوتا" إن كان من يشغلها لا يُمثل إلا من دعمه بالمال والسلاح والإعلام؟

سؤال يفرض نفسه:

إن لم يكن هناك من يمثل المسيحيين حقًا في البرلمان وفي مفاصل الدولة، فما معنى وجودهم؟

ولماذا يبقون مهمّشين، صامتين، وغائبين عن صنع القرار؟

وما يزيد الطين بلّة، أن بعض الرجال والنساء من أبناء المكوّن المسيحي يطرقون أبواب تلك الأحزاب، ليس عن وعي سياسي أو رؤية قومية، بل لهثًا وراء المال والمناصب.

باعوا كرامة أبناء شعبهم من أجل حفنة دراهم، وسيلعنهم التاريخ.

إلى متى؟!

إلى متى يستمر هذا التهميش؟

إلى متى تبقى الكوتا وسيلة لاختراق الإرادة الحرة للمسيحيين؟

إلى متى يستمر الصمت؟

نماذج دولية: هكذا تُصان كوتا الأقليات في الأنظمة الديمقراطية

في الوقت الذي تُختطف فيه مقاعد الكوتا المسيحية في العراق من قبل أحزاب السلطة، بحجة الديمقراطية، هناك دول أخرى تحترم حق الأقليات وتمنع أي محاولة لاختراق إرادتهم.

في الهند، وهي أكبر ديمقراطية في العالم، تم تخصيص "مقاعد محجوزة" للجماعات المهمشة (من ضمنهم الداليت والقبائل). لكن ما يميز التجربة الهندية هو أن:

• المرشحين لهذه المقاعد يجب أن يكونوا من نفس الفئة.

• ويصوّت لهم أبناء هذه الفئة فقط، لضمان تمثيل حقيقي لا صوري.

أما في نيوزيلندا، فقد أنشأت البلاد "دوائر انتخابية ماورية" خاصة بالسكان الأصليين (الماوري). وتُجرى فيها انتخابات لا يشارك فيها إلا الماوريون، لضمان استقلالية تمثيلهم وخصوصيتهم الثقافية والسياسية.

السؤال الكبير:

إذا كانت الهند ونيوزيلندا، وهما دولتان غير مسيحيتان، تحترمان حقوق أقلياتهما بهذا الشكل، فلماذا يُترك المسيحيون في العراق بلا حماية؟

لماذا تتحول كوتاهم إلى غنيمة انتخابية لكل طامع، ويُمنع أبناء المكوّن من انتخاب من يمثلهم فعليًا؟

هل يُعقل أن تُحترم حقوق الأقليات أكثر في بلدان بعيدة عنا آلاف الكيلومترات، بينما تُنتهك على أرضنا، أمام أعين الجميع؟

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 01-07-2025     عدد القراء :  102       عدد التعليقات : 0