من بين أكثر الأساليب دناءة في تخريب الانتخابات، قضيتين:
الأولى:
تيئيس المواطن من التغيير والإصلاح: فبسبب إصرار الأطراف المهيمنة على السلطة في العراق على منهجها في دفع الأمور الى التردي في كافة المجالات والصعد بات تسرب نائب أو عدة نواب نظيفين ووطنيين الى البرلمان لا يشكل فارقاً، فأغلبية نواب السلطة يحاصرونهم ويجعلون منهم صفراً على الشمال، وفي هذه الحالة بات المواطن يعتقد جازماً بأنه لا جدوى من المشاركة في الانتخابات ما دام الإصلاح والتغيير من خلالها ميؤوساً منه.
الثانية:
إيغال سلطة الفساد والمحاصصة: بفتحها الأبواب مشرعة على مصراعيها للإثراء غير المشروع لعضو البرلمان إن بالطرق المشرعنة من قبيل الرواتب والامتيازات الخرافية التي يحصل عليها، أو غير المشرعنة من قبيل المتاجرة بالوظيفة والنفوذ في سرقة المال العام من خلال ابرام عقود مشاريع الحكومة وتنفيذها، حتى باتت عضوية البرلمان بوصفها دهليز للسحت والإثراء غير المشروع تأخذ من مكانة الشخص بدلا من ان تضيف اليها، ودفع الناس أن تنظر لمن يسعى للترشح للانتخابات نظرة دونية محتقره باعتباره مجرد متكالب على الامتيازات وسرقة المال العام، ولا يمكن لأي ساع إليها أن يقنع الناس بوطنيته ونظافة يده وصدق سعيه للإصلاح والتغيير لتحقيق مصالح الشعب.
وباتت صورته بنظر العامه لا تختلف عن صورة تاجر مخدرات أو متاجر بالأعضاء البشرية...حتى بات ذو الأنفة والشرف يستحي من دخول معتركها حياءه من دخول ميدان عمل وضيع ومخجل.
توخي نتائج من الانتخابات يتوقف على أحد عاملين:
1. اصلاح الانتخابات من قبل السلطة الحاكمة ذاتياً وبوازع وطني وأخلاقي وهذا مستبعد إن لم يكن مستحيل، ووصول نائب وطني أو خمسة نواب كان قبل سنوات مفيداً باعتباره سابقة يبنى عليها ، ولكن بتكرار الخيبات من نواب محسوبين على خلاف السائد لكنهم سرعان ما خذلوا ناخبيهم وارتموا بأحضان كتل أحزاب السلطة فقد بات أثر تميز نائب أو خمسة صحيح يضفي عليه/ عليهم وهج مستحق لكن فعله الجزئي يمتصه جدار السلطة التنفيذية ويحوله لمجرد تأثير اعلامي لحظي، أما تأثيره/ تأثيرهم على المستوى العام فلا يتعدى تأثير جداف واحد أو خمسه يجدفون باتجاه الشاطئ بينما 325 جداف يأخذون بالسفينة باتجاه الصخور.
2. الجهد الجمعي للشعب، وعمر الشعوب على امتداد التاريخ لم تنهض من ذاتها من دون محرك توربيني يشعل النار في مؤخرتها فتندفع الى الأمام بفعل قانون نيوتن، وهذا المحرك التوربيني قد يكون مصلح استثنائي مثل سبارتكوز أو مارتن لوثر كنكَ، وقد يكون مجموعة واعية منظمة تستنهض الجموع وتنظمها وتأخذ بيدها تسمى في العصر الحديث "أحزاب" على أن تكون واعية ملهمة منظمة مندفعة مبتكرة لديها القدرة على ابتكار الجديد الفاعل ولا تتعكز على أساليب وصيغ تجاوزتها الحالة والزمن.
* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).