فرق شاسع وخلاف واسع بين الجانبين , بل أحدهما يناقض الآخر على طول الخط , وليس بينهما سمات مشتركة , سوى اسم الطائفة فقط .
الطائفية الوطنية : تضع مصالح الوطن وسيادته واستقلاله في المركز الأول , بينما ،
الطائفية الذيلية : تضع مصالح الوطن وسيادته في جيب الدولة الاجنبية , وهذه توسع أطماعها ونفوذها حتى تكون في المركز الأول , ويكون البلد تحت وصايتها في تحديد مصيره ومستقبله , وحتى ادارة شؤونه الداخلية وكل شيء (الجمل بما حمل) يكون حديقة خلفية للطامع الأجنبي , فهو السيد الأول أو الرب الاعلى , وأهل البلد هم , خدم وعبيد ومطيعين بالطاعة العمياء , وما على الطائفة الذيلية , سوى تلبية فروض الطاعة والخضوع الذليل , والمثال الصارخ بين الجانبين , هو شيعة العراق (اغلبهم وليس كلهم) وضعوا العراق في جيب إيران من خلال المليشيات المسلحة التابعة للمرشد والحرس الثوري الايراني , ان يجعلوا ايران تتصرف في حرية مطلقة في مصير ومستقبل العراق , من الالف الى الياء , حتى في قرار الحرب والسلم , كأن العراق محافظة او ولاية ضمن جغرافية داخل ايران , حتى اصبح النفوذ الإيراني هو الوصي الأول , والعراق تحت وصايته , حتى في رسم سياسة العراق في الداخل والخارج . ...
ومثال الطائفة الوطنية , كما هو الحال في دولة أذربيجان , الشيعة هناك أكثر نسبة في السكان , بل يمثلون النسبة الساحقة في بلدهم اذربيجان , حاولت ايران بكل السبل تطويعهم بكل المغريات المالية بالغة الثمن والدفع العالي , حاولت ان تجند في تشكيل مليشيات , واحزاب . وحركات تدعم إيران كما فعلت بالعراق , لكنها فشلت فشلاً ذريعاً , فتحولت علاقاتها الى عداء وكراهية , كما حاولت ايران تخريب الشؤون الداخلية في أذربيجان , لكن وجدت الباب موصوداً في وجهها , فتحولت الى تجميد العلاقات الدولية بين الجارتين الشيعتين , حتى ادى عدة مرات الى غلق الحدود بين الجانبين , عكس ما نجحت إيران به في العراق , نجاحاً باهراً في كل ميادين الحياة , بل حتى اعتبرت إيران هي الراعي والمنفذ والحاكم الفعلي في العراق , وكل ما يصيب ايران يصيب العراق ايضاً , وحتى اعتبر العراق سوق ايرانية محلية بامتياز ,وكذلك تحديد سياسة العراق مع دول الجوار والمنطقة , حتى انسلخ العراق من حاضنته العربية , في سبيل المحافظة على مصالح ايران ........
وقد وصل العداء الشرس بين اذربيجان وايران , بأن إيران وقفت بقوة والدعم بالسلاح والعتاد في الحرب , التي دارت بين ارمينيا المسيحية مع اذربيجان الشيعية ، لكن هذه انتصرت انتصاراً ساحقاً على أرمينيا واحتلت كامل اقليم (ناغورنو كاراباخ) ...
وفي الحرب الاخيرة بين العدو الاسرائيلي وإيران , والتي دامت 12 يوماً وكل منهما يدّعي انه انتصر على الآخر , لكن هذه كانت الجولة الأولى , وحتماً تتبعها جولات حربية مدمرة , فأذا ما اختارت إيران الحرب , فأنها ستواجه امريكا بكل امكانياتها الهائلة , وإما اذا اختارت طريق التفاوض ,وهذا يحرمها او ينزع عنها السلاح النووي والصواريخ الباليستية ......
لقد بلغت ذروة العداء بين ايران واذربيجان , ان تتهم الاولى أذربيجان بالسماح للطائرات الحربية والطائرات المسيّرة الحربية الإسرائيلية , ودخول أفواج من العملاء والجواسيس الموساد من الاراضي الاذربيجانية , ان تضرب اهدافا داخل إيران , لضرب أهداف عسكرية حساسة في إيران , لذلك طلب رئيس جمهورية ايران من الحكومة الاذربيجانية , أن تفتح تحقيقا في الاتهامات الإيرانية , هذا يدل بأن العامل الديني ليس له دور في الحروب والعلاقات الدولية , بل هي تتحدد وفق المصالح الوطنية , واقتبس من احدى مقالات الكاتب الوطني الكبير الأستاذ مهدي قاسم , في احدى مقالاته اليومية في صوت العراق ، قوله : (أن الرب لا يتدخل في حروب البشر) ويضيف أكثر (اتضح حتى الآن في تاريخ البشرية , رب الأرباب لا تتدخل في حروب البشر , و لا تقف الى جانب أحد الأطراف المتحاربة) و (نقول هذا لمن ينظر الى السياسة من منظور عاطفي وتمنِ, وليس عبر رؤية عقلية منطقية , تنطلق من الوقائع العنيدة على الأرض) .