الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
كيف تتخلص من مرشح فاشل ؟

تزدهر على ارض الرافدين هذه الأيام صناعة الشعوذة، وتنتشر برامج ممارسة فنون الدجل والانتهازية على شاشات التلفزيون وفي الصحف ووكالات الأنباء .. ويظهر على الملأ نواب وساسة، يختلفون في الأسلوب ويلتقون في رفع عدد المهازل التي تعرض لها الشعب العراقي بسببهم.

بطولات من نوع مضحك أو من نوع أكثر إضحاكاً.. فهناك السياسي الذي افلس في تقديم خدمة لناخبيه فراح يهاجم الإمبريالية العالمية التي تآمرت عليه وجندت مخابراتها لإسقاط مشروعه النهضوي.. وهناك من يخبرنا بأن هناك من خطط لاغتياله لأنه رفض ان يساوم على أرث العراق وتاريخه، مجموعة احاديث وقفشات يمضي معها العراقيون لياليهم ويحصون كل يوم ما تحقق من وعود السياسيين، وما لم يتحقق، وكانت النتيجة بحدود صفر على صفر .. مَن مِن الناس سوف يتذكر ان احد النواب او المسؤولين قدم مشروعًا وطنيًا خالصًا.. لكنهم يتذكرون حتما ان سياسيينا يتقاتلون من اجل مصالحهم بدليل ان العديد منهم يسعى اليوم الى تحويل الانتخابات البرلمانية الى دكاكين عائلية، وبما أننا نعرف نوابنا الأفاضل جيدا وجربنا "مُرّهم" وتجرعنا "علقمهم"، فما الذي يدفعنا أن نجرب "علقما" جديدا ممن لم تختبره حناجرنا.

لا يعترف السياسي "الفاشل" بالخطأ ويعتقد ان "الخطأ والصواب" لا علاقة لهما بالفشل، فالأمور لا تتعدى "تجارب تخطئ وتصيب" وحين يتقدم بلد مثل العراق سُلّم البلدان الأكثر فسادًا ونهبًا للمال العام .. فان الأمر يدخل أيضا في قائمة "تجارب الهواة"، فلا مشكلة ان يتدرب "الأميون" لإدارة مؤسسات الدولة، وأين المشكلة حين يدير أمور العباد أناس لم يدخلوا يوما مكتبة عامة، ولا يفرقون بين كتاب الطبخ، وكتاب الاقتصاد.

يكتب ستيفان زفايج في كتابة "عنف الدكتاتورية" ان الاعتبارات السياسية تنتصر دائماً على الأخلاق، ويروي لنا، كيف ان مؤسسات الدولة تتحول إلى حواضن للتخلف، حين يتولى أمورها أناس يرفعون شعارات وحناجر الفشل والانتهازية.

ولأننا أيها السادة المشعوذون لا نملك غير أصواتنا، وانتم تملكون الحظوة والمال، فإننا نرفض هذه المرة ان نساق الى مهرجان أبطاله مزيفو الوطنية، ولهذا فالحل الوحيد للوقوف أمام هذه النماذج هو ان نفرض كلمة “لا” وان نبدأ بحملة مقاطعة لمهرجاناتهم، وان نتوقف عن التعامل معهم، وان نجعلهم يدركون جيدا أننا لسنا بحاجة الى بضاعتهم الفاسدة.

الحل ان نجعلهم يدركون أننا بدأنا بناء عالمنا من جديد، وأننا لن نلقى عليهم التحية الانتخابية، أننا سنرفض كل شعاراتهم المزيفة، وأننا لن نقترب من دكاكينهم الانتخابية، وسنقاطع كل مؤتمراتهم وكل تصريحاتهم، وقبل كل شيء خطبهم وصرخاتهم.

سنصر على ان نقول لا، مرة ومرتين وثلاث، لكل المرشحين الذين يصرون على تحويل مؤسسات الدولة الى إقطاعيات خاصة يتحكم بها الاحباب والاقارب.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 07-07-2025     عدد القراء :  27       عدد التعليقات : 0