الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
هل تفككت الكتلة الشيعية؟

   على غير العادة في فترة ما قبل الانتخابات، تشهد المرحلة الحالية ظاهرة تعدد التحالفات الشيعية، فبعد أن كانت تسميات البيت الشيعي، وقائمة الائتلاف الشيعي الموحد وغيرها، نشهد اليوم ظهور أكثر من تحالف شيعي، ورغم إن بعضها إنشطارات شكلية سوف تتحد ثانية بعد إعلان نتائج الانتخابات، إلا إنها تعكس في الجانب الاخر تشتت رغبات الناخبين الشيعة تبعا لعوامل عدة والتي هي إنعكاس لواقع حال قادة الكتل السياسية الشيعية.

   ففي الشأن العراقي هناك الكثير من الالغام السياسية التي ينفجر بعضها بين الحين والاخر وتؤدي الى تقاطعات في المواقف، مثل سلاح الميليشات، واقع الحشد الشعبي بما يُتهم فيه بوجود أسماء فضائية يعتقد البعض إنها أكثر من الاعداد الحقيقية لمنتسبي الحشد، وأيضا هناك المشاكل الحدودية مع الكويت، ومشاكل المنافذ الحدودية، وما بين الاقليم والمركز من تعقيدات وتشابكات، ومشكلة الكهرباء المزمنة وتداعياتها وإمتداداتها، وفوق هذا وذاك الفساد المالي والاداري المستشري في أجهزة الدولة وإنعكاسه على المجتمع بحث أصبح ظاهرة مجتمعية يتحسسها المرء بسهولة، وربما غير ذلك الكثير ... لكن كل تلك الاشكاليات وحلولها ليست هي المعايير الرئيسية لخلافات الكتل الشيعية بل هي مرتكزات شكلية أحيانا ومخرجات في أحيان أخرى. فالاهم لدى كل هؤلاء صيانة وتطوير الثروات التي تم جمعها على مدى أكثر من عقدين زمنيين بحكم التواجد في المواقع الحكومية المسؤولة أو التي تقترب منها ، وهنا يبرز الترابط العضوي ما بين الثروات والسلطات ، لذلك فإن الخلافات في جذورها الحقيقية هي هذه، مع كل دعاماتها الاقليمية والدولية، ما بين الولاء لدولة الولي الفقيه وتعارض ذلك أو تقاطعه في أحيان عديدة مع رغبات المحتل الامريكي وسياساته في عموم المنطقة.

   ومنذ بداية تسلطهم على الحكم، كان هاجس قادة المكون الاهم هو جمع المال والثروات وبأي وسيلة كانت، وما تبنيات الفقه الجعفري والدفاع عما أسموه مظلومية الشيعة، وحتى أحيانا تبني بعض الشعارات الوطنية وحسب الظروف، إلا محاولات بائسة لتغطية أهدافهم الرئيسية التي من أجلها تصدوا للحكم ، وكل ممارساتهم التي دافعوا فيها عن الفاسدين وتستروا على مجرمين وسراق، إن هي إلا إحدى مداخل الدفاع عن المصالح الذاتية الضيقة. والى الان مازالت أهدافهم هي نفسها حتى مع تنوع الاساليب والواجهات، لكن كل هذا لن يستمر طويلا، فتضارب المصالح الاقتصادية سيكون نتيجة تنوع الشرائح البرجوازية التي إنصهروا فيها مثل البيروقراطية أو الكوميرادورية أو العقارية أوغيرها ، فهذا ما سيؤدي الى إضعاف شريحة على حساب أخرى والذي ربما يقود الى مواجهات سياسية علنية وقد تمتد الى عسكرية إذا ما بقي السلاح منفلتا وبقيت الميليشيات تعبث في العراق فسادا.

   فهل ستكون هذه المواجهات قريبة؟ ذلك أعتقد يعتمد على الوضع العراقي ككل بما فيه الصراعات داخل كتل المكونات الاخرى وإنعكاسها كتحالفات مع هذه الشريحة أو تلك وأيضا قوة وأشكال التدخلات الخارجية.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 07-07-2025     عدد القراء :  39       عدد التعليقات : 0