الى رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، الوزراء، اعضاء مجلس النواب، المسؤولون في الحكومة العراقية، رؤوساء الجامعات واعضاء الهيئات التدريسية
ها نحن نطل على عام دراسي جديد، ولكن هل نطل عليه بنفس العقلية البالية التي حولت التعليم العالي في العراق الى سوق للشهادات المجوفة والاختصاصات عديمة الجدوى؟ هل سنستمر في انتاج خريجين يحملون ورقا يسمى "شهادة" بينما هم عاجزون عن احداث فرق حقيقي في المجتمع؟
لقد امتلئ الوطن باختصاصات لم يعد بحاجة اليها وغزت جامعاتنا وكلياتنا اختصاصات لا تمت بصلة لحاجة سوق العمل ولا لخطط التنمية ولا حتى للمعرفة الاصيلة. تحولت الدراسات العليا الى ورشة لبيع الالقاب العلمية الزائفة، بينما الابحاث الجادة شبه منعدمة والابتكار غائب والجودة مهملة.
نقولها بصوت عال:
- كفى تخريج افواج من العاطلين عن العمل باختصاصات لا طائل منها
- كفى من التوسع العشوائي في فتح الدراسات الاولية والدراسات العليا دون معايير واضحة
- كفى من استنزاف موارد الدولة في تمويل شهادات لا تسمن ولا تغني من جوع
- كفى لتجارة التعليم في الجامعات والكليات الاهلية وانتاج شهادات لا تساوي حبر كتابتها
اننا نحتاج الى ثورة تعليمية تعيد الاعتبار للعلم الحقيقي، وتربط التعليم باحتياجات المجتمع، وتوقف مسلسل "الحشر الاعمى" في الدراسات العليا التي لا تنتج سوى بحوثا لا تقرأ.
ندعو الى:
1. مراجعة جذرية لجميع البرامج الدراسية واغلاق كل ما هو غير مجد
2. ربط منح الشهادات بمعايير الجودة والابتكار وليس بالكم والاساليب العقيمة
3. توجيه الطلاب نحو التخصصات النافعة التي يحتاجها العراق في الزراعة والتربية والطب والهندسة والتكنولوجيا والاقتصاد واللغات والتعليم المهني والتقني
4. محاربة الفساد الاكاديمي الذي حول بعض الجامعات والكليات الى "ماكينات بيع شهادات"
5- اغلاق الكليات الأهلية التي لا تستوفي معايير الكفاءة او النزاهة، ودمج المتشابه منها او المتقارب جغرافياً
لن يكون التغيير سهلا، لكن الصمت يعني استمرار الكارثة. هذا العام الدراسي يجب ان يكون بداية انطلاق جديدة.. او لا يكون.