الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
بطيخ الملوية".. معمل "سُكّر" يصطدم بشراسة الأصفر الإيراني
الجمعة 16-05-2025
 
شفق نيوز

يشتهر قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين بإنتاج نوع مميز من البطيخ الأصفر المخطط، الذي يُعرف محليًا بـ"معمل السكر" نظراً لحلاوته العالية ونكهته الفريدة، التي تميزه عن أي نوع آخر من البطيخ المستورد، ويُعد هذا الموسم من أنجح المواسم الزراعية له، بحسب ما يؤكده مزارعو سامراء.

ويقول عضو الجمعيات الفلاحية في سامراء، محمود حسين، لوكالة شفق نيوز، إن "مزارع القضاء تنتج سنوياً كميات كبيرة من البطيخ الأصفر الذي يُعد من أجود الأنواع على مستوى العراق، ويتميّز بطعمه الطبيعي وسرعة نضوجه، ويُزرع بطرق تقليدية تعتمد على الخبرات المحلية المتوارثة".

ويؤكد المزارعون أن الإنتاج هذا العام وفير، لكنهم يواجهون منافسة شرسة من البطيخ الإيراني المستورد، الذي يغزو الأسواق المحلية بأسعار منخفضة وجودة متدنية، ما يُشكل تهديدًا مباشرا للمنتج الوطني.

المعركة مع الإيراني

إلى ذلك، يقول المزارع عمر السامرائي، لوكالة شفق نيوز، إن "هذا الموسم استثنائي من حيث الكمية والنوعية، وسعر حمولة السيارة الواحدة يتراوح بين 200 إلى 300 ألف دينار، لكن البطيخ الإيراني الذي يدخل بلا رقابة يُربك السوق ويؤثر على الإقبال على المنتج المحلي".

ويتم تسويق بطيخ سامراء إلى العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، حيث يحظى بطلب عالٍ، ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 500 إلى 1500 دينار، بحسب الجودة والمنطقة.

رياض عباس، تاجر من البصرة، يقول أيضاً للوكالة: "في كل موسم نحرص على شراء البطيخ الأصفر من سامراء، لأنه يتمتع بطعم مميز لا يتوفر في أي منتج آخر. زبائننا في البصرة يعرفون الفرق جيدًا، ويفضلونه على أي نوع مستورد، خاصة الإيراني الذي يفتقر إلى النكهة".

أما ياسر السامرائي، وهو أحد كبار تجار البطيخ الشوكي في صلاح الدين، فيؤكد أن "بطيخ سامراء هو الأطيب مذاقًا والأعلى جودة ليس فقط على مستوى العراق، بل على مستوى المنطقة العربية. نحن نُصدر جزءًا منه لتجار عرب يطلبونه خصيصًا".

ويضيف: "تبلغ المساحات المزروعة بالبطيخ في سامراء هذا الموسم أكثر من 3 آلاف دونم، ونعتمد بشكل كبير على التربة الخصبة في مناطق الجزيرة ووفرة مياه الري. الأسعار جيدة نسبيًا هذا العام، ويُباع الطن الواحد بأسعار متفاوتة حسب الجودة، لكن ما يعيق التوسع هو غياب الدعم الحكومي المباشر والرقابة على الاستيراد".

غزل الفتيات

وعلى الصعيد الشعبي، يحتل بطيخ سامراء مكانة خاصة في ذاكرة كبار السن في المدينة، الذين كانوا يتغزلون بجماله ويشبهون به الفتيات الجميلات، إذ كان يُقال عند رؤية فتاة فائقة الجمال: "شنو أنتِ؟ بطيخ أصفر شوكي سامرائي؟"، في دلالة على مدى تعلق الناس بهذا المحصول، ليس كمجرد منتج زراعي، بل كرمز للجودة والجمال والمذاق المميز.

ويؤكد المزارع عبد الله جميل هذا البعد التراثي بقوله: "كان مثل عند شيابنا الله يرحمهم، من يشوفون بنت مزيونة وحلوة حيل، يقولون: هذه مثل بطيخة سامراء، وهذا المثل معروف عند أهل سامراء قديمًا".

ويشير جميل، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى إن "الزراعة في سامراء ليست مجرد مهنة بل إرث عائلي، ومع كل موسم نعاني من التحديات ذاتها، وهي غياب الدعم الحكومي، وغلاء مستلزمات الإنتاج، وغياب حماية حقيقية للمنتج المحلي أمام الإغراق بالسوق".

ويطالب مزارعو سامراء، بفرض إجراءات رقابية صارمة على المنتجات المستوردة، وتشجيع شراء المنتج المحلي من خلال فتح منافذ تسويق رسمية ودعم الجمعيات الفلاحية، حفاظًا على استمرارية هذا المحصول الذي يُعد رمزًا من رموز الزراعة في صلاح الدين.

يُعد البطيخ الأصفر من الفواكه الصيفية التي تحتل مكانة بارزة في الأسواق العراقية، لما يتميز به من نكهة حلوة وقيمة غذائية، وتتنوع أصنافه باختلاف المناطق والمحافظات التي تنتجه، حيث لكل منطقة طابعها الزراعي ونكهتها الخاصة.

في طليعة هذه الأنواع يبرز البطيخ الأصفر السامرائي، الذي يُزرع في قضاء سامراء بمحافظة صلاح الدين، ويُعرف محليًا بـ"البطيخ الشوكي" نظرًا لشكله المخطط وقشرته المميزة. يشتهر هذا النوع بطعمه الحلو للغاية، حتى أن سكان المدينة يلقبونه بـ"معمل السكر"، ويُعد الأكثر طلبًا في أسواق بغداد والجنوب، بسبب نكهته الغنية التي لا تُضاهى.

محافظات أخرى

إلى جانب سامراء، تشتهر محافظة بابل، وتحديدًا مدينة الحلة، بإنتاج البطيخ الحلّي، وهو نوع يتميز بقشرة صلبة وطعم حلو متوسط، ويُعد من الخيارات المفضلة في أسواق العاصمة، خصوصًا خلال ذروة الصيف. يختلف الحلّي في حجمه ومدة نضجه، لكنه يحتفظ بجودته لفترة أطول مقارنة ببعض الأنواع الأخرى.

وفي محافظة الديوانية، ينتشر نوع يعرف باسم البطيخ الديواني، وهو بطيخ أصفر ناعم القشرة، يتميز بطعمه المعتدل، إلا أنه سريع التلف نسبيًا. يُزرع غالبًا باستخدام أنظمة ري حديثة مثل التنقيط، ما يساعد على تقنين المياه وزيادة الإنتاجية في الأراضي محدودة الموارد.

أما البطيخ النجفي، المنتشر في محافظة النجف، فيتميز بحجمه الكبير ولونه الأصفر المشع، وتُزرع أغلب محاصيله في مناطق صحراوية تعتمد على مياه الآبار، وقد لاقى هذا النوع إقبالًا جيدًا في أسواق الفرات الأوسط.

وفي كربلاء، يُنتج البطيخ الكربلائي، الذي يتصف بقشرته الخضراء الداكنة ومذاقه الحلو، ويُعد من الأنواع المرغوبة في الأسواق الجنوبية، رغم ما يواجهه من منافسة قوية من المنتجات المستوردة.

وبالحديث عن المنافسة، يبرز البطيخ الإيراني المستورد، الذي يُغرق الأسواق العراقية بكميات كبيرة وبأسعار منخفضة، إلا أن طعمه يعتبر أقل جودة مقارنة بالأنواع المحلية، ويُتهم هذا النوع بالتأثير سلبًا على المزارع العراقي، من خلال إضعاف الإقبال على المنتج المحلي، وتهديد الأمن الغذائي الوطني.

وبين التنوع المحلي وجودة الإنتاج من جهة، وضغط المنافسة الخارجية من جهة أخرى، يبقى البطيخ الأصفر العراقي رمزًا للمذاق الأصيل والزراعة العريقة، التي لا تزال تقاوم رغم قلة الدعم وتحديات السوق.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بطيخ الملوية".. معمل "سُكّر" يصطدم بشراسة الأصفر الإيراني
غنت فيه أم كلثوم.. "نبض بغداد" يعيد الروح لشارع الرشيد
محكمة أميركية: 25 سنة سجنا لمهاجم الروائي سلمان رشدي، هادي مطر كان نفّذ فتوى الخميني الصادرة 1989
الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تصر على حرمان عراقيي المهاجر من حقهم الانتخابي الدستوري
بغداد تروي حكايتها للضيوف العرب عبر الرقص والموسيقى
المفوضية العراقية: 106 أحزاب أبدت رغبتها بالمشاركة في الانتخابات
أمريكا.. اعتقال "عمار عبد المجيد" بتهمة التخطيط لهجوم "داعشي" جماعي
وفاة الشاعر العراقي الكبير موفق محمد
الأمل يحدو بصيادي الكوفة للبحث عن ’رزق الماء’ في ظل أزمة الجفاف
بمئات المليارات: اتفاق استثمارات تاريخية بين السعودية والولايات المتحدة
سوريا ترحّب برفع العقوبات وتصف قرار ترامب بأنه فرصة "للعظمة"
"هدية مجانية".. أول تعليق من البيت الأبيض على الطائرة القطرية الفاخرة لترامب
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة