احتفت قمة الإعلام العربي في دورتها الثالثة والعشرين، المنعقدة في مدينة دبي للفترة من 26 إلى 28 مايو/أيار 2025، بالإعلامي والصحافي العراقي البارز فخري كريم، مانحة إياه جائزة الإعلام العربي بوصفه "شخصية العام الإعلامية"، تقديراً لمسيرته الطويلة والغنية في خدمة الصحافة والدفاع عن حرية التعبير.

وجرى تكريم الأستاذ فخري كريم من قبل سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، وذلك في حفل رسمي أقيم بحضور عدد كبير من المسؤولين وقادة الرأي والإعلاميين من مختلف دول العالم، ضمن فعاليات القمة التي تُعد من أبرز المنصات الإعلامية في العالم العربي.

ويترأس فخري كريم مجلس إدارة مؤسسة "المدى" للإعلام والثقافة والفنون، وهي واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية والإعلامية المستقلة في العراق والمنطقة. وقد عُرف بمواقفه الجريئة ودفاعه المستمر عن حرية الكلمة والتعددية والعدالة الاجتماعية، فضلاً عن إسهامه الكبير في إعادة بناء المشهد الإعلامي والثقافي العراقي بعد عام 2003، عبر مشاريع ريادية في الصحافة والنشر والفكر.

وقد اعتبر الكاتب والباحث رشيد الخيون هذا التكريم: "تكريماً للعراق قبل أن يكون تكريماً لشخص فخري كريم”.

الجدير بالذكر أن قمة الإعلام العربي تُعد من أبرز المنصات الإعلامية في المنطقة، وتحتفي سنوياً بالشخصيات والمؤسسات التي تسهم في تعزيز الخطاب الإعلامي المهني والهادف.

وقال الأستاذ نصيف جاسم حسين، إن "فخري كريم شخصية العام الإعلامية، وكُرم فخري كريم كأفضل شخصية إعلامية عربية لعام 2025 في قمة الإعلام العربي في دبي في دورته الثالثة والعشرين، وهو فضلا عن أنه تكريم يليق بالأستاذ فخري كريم هو تكريم للصحافة العراقية المنحازة إلى هموم المواطن، وليست تلك التي تلمع وجوه أصحاب السلطة المهترئة".

وكتب أحمد عبدالحسين، رئيس تحرير صحيفة الصباح: "أستاذنا فخري كريم شخصية العام في قمة الإعلام العربي بدبيّ، ألف مبارك له ولصحافة العراق".

من جانبه قال جاسم الحلفي:"اختارت قمة الإعلام العربي في دورتها الثالثة والعشرين بدبي الإعلامي والناشر العراقي البارز فخري كريم "شخصية العام الإعلامية" مانحة إياه جائزة الإعلام العربي لعام 2025، تقديراً لمسيرته الطويلة في الدفاع عن حرية التعبير، والتزامه العميق بقضايا الشعوب والعدالة الاجتماعية".

وأضاف: "يُعدّ فخري كريم أحد أبرز وجوه الصحافة العربية، وواحداً من الأصوات التي رفعت راية الكلمة في وجه القمع والاستبداد، عبر مشاريع ثقافية وصحافية ريادية، أبرزها دار المدى".

وتابع إنه "تكريمٌ للعراق وثقافته الحرة قبل أن يكون لشخصه، واحتفاءٌ بمسيرة جعلت من الصحافة منبرا لرفض التخلف والعبودية ومجالاً للوعي".

وكتب الصحافي العراقي عمر الشاهر: "قمة الإعلام في دبي تكرِّم الصحفي البارز والكاتب الكبير الأستاذ فخري كريم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، بجائزة الإعلام العربي ولقب "شخصية العام 2025"، لدوره المحوري في تأسيس التجرِبة الصحفية ودعم الحياة الثقافية العراقية، مبارك أستاذنا أبا نبيل هذه الجائزة وهذا التكريم، وهو تكريم لنا جميعا".

كما عرضت قمة الإعلام العربي فيلماً قصيراً يلخّص تجربة فخري كريم في الوسطين الصحافي والأدبي، متناولاً محطات من حياته وتاريخ ولادته، وكيف نذر الجزء الأكبر من عمره للدفاع عن حرية التعبير، ووهب جهده للقارئ والثقافة.

وسلّط الفيلم الضوء على مساهماته البارزة في تأسيس المؤسسات الأدبية المعنية بالنشر، إلى جانب إطلاقه جريدة "المدى"و "الفكر الجديد"، كمنصتين فكريتين وثقافيتين لعبتا دوراً محورياً في المشهد الإعلامي العربي.

وتناول أيضاً تأسيسه دار المدى للنشر في كل من دمشق وبغداد، ودوره البارز في تنظيم أسابيع ثقافية وفعاليات أدبية دعماً للقراءة والوعي. كما أشار الفيلم إلى تأسيسه "صندوق التنمية لدعم المثقفين العرب"، كإحدى المبادرات النوعية التي تهدف إلى رعاية العاملين في الحقول الفكرية والثقافية.

وتُقام قمة الإعلام العربي سنوياً في دبي، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وتُعتبر من أبرز التظاهرات الإعلامية في المنطقة، حيث تجمع آلاف الصحافيين والإعلاميين والباحثين وصنّاع القرار، لمناقشة مستقبل الإعلام العربي، والتحديات التي تواجهه، وفرص التطوير في ظل الثورة الرقمية المتسارعة.

ويشارك في نسخة هذا العام أكثر من 6000 مشارك من قادة الفكر والسياسة والإعلام، وتكرّم القمة سنوياً شخصيات ومؤسسات لعبت أدواراً محورية في تطوير الإعلام المهني والملتزم.

أثر لا يُمحى

إن تكريم فخري كريم اليوم يأتي تتويجاً لعقود من العمل الصحافي والفكري، حيث لطالما ارتبط اسمه بالاستقلالية والجرأة، وبصوت العقل والتنوير في أحلك الظروف التي مر بها العراق والمنطقة، وهو تكريم يتجاوز الشخص، ليكون بمثابة اعتراف بدور الصحافة الحرة في حماية الوعي وتثبيت القيم الديمقراطية.