الأمم المتحدة ستواصل دعم العراق بعد مغادرة البعثة نهاية عام 2025

في مسعى لإنهاء تفويض عملها في العراق نهاية العام الحالي، أقدمت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، يونامي UNAMI، هذا الاسبوع على اغلاق مكتبها الرئيسي في الموصل بعد ان أغلقت قبل ذلك مكتبها في كركوك على ان يتم اغلاق مكاتبها المتبقية في أربيل والبصرة ومقرها الرئيسي في بغداد بحلول نهاية العام مع استمرارها بتقديم الخدمات الإنسانية والدعم الفني للنشاط الانتخابي لحين انتهاء تفويضها الذي سيتم تسليمه في حينها لفريق الأمم المتحدة في البلد أو السلطات الوطنية المحلية.

وجاء في تقرير لموقع، ذي ناشنال، الاخباري ان بعثة الأمم المتحدة الخاصة التي تأسست في العام 2003 بطلب من الحكومة العراقية قد أقدمت على اغلاق أحد مكاتبها الرئيسية كخطوة أخرى تجاه انهاء عملها في البلد نهاية هذا العام، حيث تم منحها تفويضا واسعا للمساعدة في تنمية مؤسسات عراقية وتقديم دعمها في الحوار السياسي والانتخابات ودعم حقوق الانسان، وكان الرؤساء المتعاقبون لهذه الوكالة يتناوبون مهامهم بالتنسيق مع مسؤولين عراقيين في مجال السياسة والأمن والقضاء للمساعدة في حل الخلافات. وكانت بغداد قد طلبت العام الماضي من البعثة انهاء مهمتها بحلول نهاية عام 2025، مؤكدة بانه لم تعد هناك حاجة لها لان العراق قد حقق تقدما كبيرا نحو الاستقرار. وبعث رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال فيها "لقد تمكن العراق من اتخاذ خطوات مهمة في كثير من المجالات، خصوصا تلك المتعلقة ضمن مهام بعثة اليونامي". وقال ممثل لبعثة اليونامي في لقاء مع موقع ذي ناشنال الاخباري، إنه مع ذلك فإن البعثة ستستمر بتقديم ما تبقى في تفويضها من تقديم خدمات "تشتمل على توفير المساعدة الفنية في مجال الانتخابات، وتعزيز جانب حقوق الانسان، ودعم جهود المساعدات الإنسانية والتنموية". وأضاف الممثل الاممي انه سيتم خلال الأشهر الأخيرة من السنة "نقل مهام وعمل الوكالة الى فريق مقر الأمم المتحدة العامل في العراق أو الى السلطات الوطنية".

ومضى بقوله "بشكل مختصر، فانه بينما تستعد بعثة يونامي لمغادرة العراق، فان الأمم المتحدة كمقر باقية. وان الامم المتحدة ستواصل مهامها بتقديم الدعم للحكومة العراقية وشعب العراق".

وكانت بعثة اليونامي قد أغلقت قبل ذلك مكتبها في مدينة كركوك نهاية شهر نيسان. وان مكاتبها المتبقية في أربيل وفي مدينة البصرة وكذلك مقرها في العاصمة بغداد سيتم إغلاقها بنهاية هذا العام. الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش، الذي كان في بغداد مؤخرا لحضور قمة الجامعة العربية، قال خلال لقائه مع رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، إن الأمم المتحدة "ستبقى بتعهدها الكامل للاستمرار بدعم الحكومة وشعب العراق عقب مغادرة يونامي".

مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية، فرهاد علاء الدين، قال لموقع ذي ناشنال إن انهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة يونامي يمثل نقطة تحول مهمة بالنسبة للعراق.

وقال المستشار علاء الدين "هذا يعكس اعتراف الأمم المتحدة بالتقدم الذي أحرزه العراق في تعزيز مؤسساته، وتحقيق استقرار سياسي أكبر والمضي قدما لمرحلة ما بعد الحرب. هذا لا يمثل نهاية علاقة العراق بالأمم المتحدة بقدر ما هي بداية لمرحلة جديدة، وهي مرحلة مستندة على شراكة متكافئة وتعاون تنموي واحترام متبادل". ريناد منصور، مدير مبادرة العراق في معهد تشاثام هاوس لدراسات العلاقات الخارجية في لندن، قال ان الحكومة العراقية تتحدث من مبدأ السيادة وان دور البعثة كرقيب يجب ان ينتهي. مشيرا الى ان العراق يريد ان يكون بلدا طبيعيا، وان مهام البعثة من وجهة نظر الحكومة العراقية قد انتهت ولم تعد تتماشى مع ما حققه العراق من استقرار، اما من وجهة نظر بعثة اليونامي فإنها تعتقد بانها ساعدت في إعادة بناء الدولة. سجاد جياد، باحث سياسي واقتصادي عراقي في مؤسسة القرن (سينتشوري) للبحوث والدراسات الدولية، قال ان بغداد ما تزال بحاجة للدعم الدولي خصوصا في مجالات مثل مكافحة الفساد وتعزيز جانب الإصلاحات عبر مؤسسات الدولة.

وأضاف قائلا في حديث لموقع ذي ناشنال "ما يزال البلد في حاجة لدعم دولي لأشياء تسببت باضطراب الدولة العراقية على مدى العقدين الماضيين، وهي قضايا ومشاكل عانا منها البلد مثل الفساد وسوء الإدارة المالية والحاجة الى مساعدات دولية للإعانة في إصلاحات اقتصادية وعسكرية. هذه الإعانة قد لا تأتي من الأمم المتحدة بل من مؤسسات أخرى، رغم ذلك فان العراق سيستمر بالتعامل مع الأمم المتحدة".

عن ذي ناشنال الإخباري