الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
"حريق الكوت" يحاصر المحافظ: محاولات لإقالة الحليف السابق للصدريين
الأحد 20-07-2025
 
المدى

الداخلية تعلن النتائج الأولية: اعتقال وتحقيق مع 20 موظفاً ورجل أمن

أكدت وزارة الداخلية أنها ستكشف قريباً عن أسماء المتورطين في "حريق الكوت" الذي اندلع الأسبوع الماضي، فيما بدأت تداعيات الحادث تأخذ منحى سياسياً، وفقاً لمسؤولين.

وشهدت مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، الخميس الماضي، حريقاً هائلاً في مركز تجاري، اندلع في الطوابق الستة للمبنى، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 77 شخصاً، وفتحت السلطات تحقيقاً وأعلنت الحداد لثلاثة أيام.

وقالت وزارة الداخلية، أمس السبت، إنها ستعلن أسماء المقصّرين في الحادث، بحسب بيان المتحدث باسم الوزارة العقيد عباس البهادلي.

وأكدت السلطات الأمنية أنها ستواصل التحقيق في أسباب الحريق، وأن النتائج الأولية ستُعلَن خلال 48 ساعة.

من جانبه، قال رئيس دائرة العلاقات والإعلام في الوزارة، العميد مقداد ميري، إنه بحسب النتائج الأولية، تم "سحب يد 17 موظفاً، وتوقيف 3 ضباط من الأمن السياحي والدفاع المدني" على ذمة التحقيق.

وشدد ميري، في بيان صادر عن الوزارة أمس، على الشفافية في سير التحقيقات، مؤكداً التزام الداخلية بإعلان النتائج النهائية للرأي العام.

وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، قد أصدر، الخميس الماضي، أمراً بتشكيل لجنة تحقيقية عليا برئاسة ضابط رفيع من وزارة الداخلية، وعضوية ممثلين عن الجهات الأمنية والخدمية والرقابية، للتحقيق في الحادث.

وطُلب من اللجنة تقديم تقرير مفصل خلال سبعة أيام فقط، يتضمن التوصيات النهائية وسبل منع تكرار مثل هذه الكوارث.

وفي اليوم نفسه، وبعد ساعات من اندلاع الحريق الذي استمر 10 ساعات، قال العميد ميري إن "صاحب المشروع حوّل المبنى من مطعم إلى مركز تسوق، وافتتحه من دون الالتزام بالشروط".

وأضاف أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني (الذي زار مكان الحادث بعد ذلك) وجّه بإغلاق جميع المشاريع المخالفة، وطلبنا من هيئة استثمار واسط كشف تفاصيل تلك المشاريع، فلا مجاملة على حساب دماء الضحايا".

وأوضح أن "الدفاع المدني اطلع على المشروع مسبقاً، ووجده مخالفاً لإجراءات السلامة، وقد أُحيل المستثمر إلى "جلسة فصل" وتم تغريمه، لكنه أعاد افتتاح المشروع قبل يومين من الحريق، في مخالفة واضحة للقانون".

كوارث وتحقيقات

ويعد "حريق الكوت" رابع كارثة من نوعها في العراق خلال السنوات الأربع الأخيرة:

1- مستشفى ابن الخطيب، بغداد نيسان (2021)، وكان مخصص لمرضى كورونا:

- شهد انفجار خزان أوكسجين أدى الى وفاة ما لا يقل عن 82 شخصاً وإصابة 110 آخرين.

- أوقف رئيس الوزراء حينها، مصطفى الكاظمي، وزير الصحة حسن التميمي عن العمل، وفتح تحقيقاً شمل محافظ بغداد ورئيس دائرة صحة شرق بغداد.

- لم تُعرض نتائج التحقيقات بشكل واضح رغم تعهد الحكومة بإعلان النتائج خلال 5 أيام.

2- مستشفى الحسين، الناصرية (تموز 2021):

- أدى حريق في جناح عزل كورونا إلى مقتل 92 شخصاً على الأقل.

- رجحت الشرطة أن تماساً كهربائياً أشعل خزانات الأوكسجين.

- صدرت مذكرات اعتقال بحق 13 شخصاً، ولكن لم تُعرف نتائج التحقيقات النهائية.

3- قاعة الأعراس في الحمدانية، الموصل (أيلول 2023)

- توفي 107 أشخاص وأصيب 82 آخرون في حريق نشب أثناء حفل زفاف، بسبب استخدام مواد "سريعة الاشتعال" وانعدام مخارج الطوارئ.

- أعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال مالك القاعة، وذكرت أن البناية كانت مخالفة لضوابط السلامة.

فساد وانتخابات

أثار الحريق الأخير في الكوت غضباً شعبياً، حيث خرج متظاهرون في المدينة مطالبين بإقالة المحافظ والمسؤولين المحليين.

قال محافظ واسط محمد المياحي في توضيح أمس، "إن التحقيقات لا تزال في بدايتها"، مضيفا "كلما اقتربنا من الحقيقة، زادت محاولات التشويش وتسييس الملف".

وظهر المياحي، الذي يعتزم خوض الانتخابات التشريعية المقبلة، في مقطع مصوّر عقب الحريق، وهو يتابع المشهد من شرفة بعيدة، وفق ناشطين.

بعد انتشار الفيديو، أعلن مجلس محافظة واسط عن تحركات لعقد جلسة طارئة لاستجواب المحافظ وإقالته.

وقال المجلس في بيان صدر أمس: "نشاهد المحافظ، وللأسف، يجلس على مصطبة بعيدة عن لهيب الحريق (...) وكأنه مراقب أو مدرب".

واعتبر البيان أن هذا التصرف "دليل على عدم الاكتراث بالكوارث الإنسانية".

لكن المياحي قال في توضيحه، إنه تواجد في موقع الحريق منذ منتصف ليلة الأربعاء حتى السابعة صباحاً.

وأضاف: "تعذر توفير طائرة، فاتصلنا بشركة نفط الوسط التي أرسلت طواقمها وآلياتها فوراً وساهمت في إخماد الحريق حتى الصباح".

وبخصوص المواقف السياسية من الحادث، ونشر صوره، قال المياحي إن "الصور مفبركة"، وإنه "تحت تصرف عوائل الشهداء فقط".

ودعا المياحي أبناء المحافظة إلى "عدم الانجرار خلف من يسعى لإعادة الفوضى وعدم الاستقرار"، مشدداً على أن "الأيام القادمة كفيلة بكشف الحقيقة كاملة".

ويخوض المياحي الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني المقبل ضمن تحالف "واسط الأجمل"، الذي كان جزءاً من التيار الصدري في انتخابات 2021.

ورغم انسحاب التيار من العملية السياسية في 2022، لم ينسحب المياحي، وتعتقد أوساط في "الإطار التنسيقي" أنه لا يزال يحظى بدعم القواعد الصدرية.

وفي تعليقه على حادثة الكوت، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في بيان: "الحريق نتيجة الإهمال المتكرر والفساد بكل أنواعه".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
"حريق الكوت" يحاصر المحافظ: محاولات لإقالة الحليف السابق للصدريين
عبر الانتخابات.. الصدر يمهد للعودة تحت شعار "الإصلاح"
الوضع الاجتماعي والثقافي في العراق في ضوء دراسات علي الوردي
الأوسع بتاريخها.. رصد 30 مليار دينار لإعادة إحياء "هوية" كركوك
بيان تعزية واستنكار، صادر عن المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي
كشف خفايا "هايبر ماركت" الكوت.. كيف كان قبل فاجعة الأربعاء؟
العراق يعلن الحداد على فاجعة "الهايبر ماركت"
قصف جديد لطيران مسيّر يستهدف حقل نفط في دهوك
العراق يدين القصف "الإسرائيلي" على سوريا: انتهاك صارخ ومتكرر
صراع جديد على كرسي البرلمان قبيل الانتخابات.. ماذا فعل "شايب البرلمان"؟
أنقرة تزيد الإطلاقات المائية نحو العراق: انفراجة مؤقتة في أزمة العطش؟
ساكو يوجّه نداء استغاثة للسوداني: أنقذوا مقابرنا المسيحية التاريخية من الاستثمار بالنجف
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة